أخبار عاجلة

عبد أشعل الحرب الأهلية بأميركا.. وساهم بإجهاض العبودية

ما بين عامي 1861 و1865، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع الحرب الأهلية التي أسفرت عن سقوط أكثر من 600 ألف قتيل أي ما يزيد عن 2 بالمئة من سكان البلاد حينها، لتصنف بذلك كأكثر نزاع دام في تاريخ الأميركيين.

وقبل اندلاع الحرب عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع تجاذبات سياسية زادت من حدّة التوتر بين الشماليين والجنوبيين حيث كانت مسألة العبودية طاغية على الشأن الداخلي الأميركي.

وبينما اتجهت الولايات الشمالية للمطالبة بإنهاء هذه الممارسة وإجهاضها بكامل أرجاء البلاد، رفض الجنوبيون ذلك مفضّلين الاحتفاظ بعبيدهم الذين وفّروا لهم يدا عاملة مجانية.

صورة لعدد من جنود الإتحاد الشماليين خلال الحرب الأهلية الأمريكية

خلال العام 1857، كانت الولايات المتحدة الأميركية مع حادثة عرفت بقرار دريد سكوت (Dred Scott) أثبتت حجم الخلاف الذي عانى منه المجتمع الأميركي الذي كان منقسما حول مسألة إجهاض العبودية، حيث جاءت أزمة دريد سكوت لتزيد من حدّة التوتر بين مناصري ومعارضي العبودية قبل فترة وجيزة من اندلاع الحرب الأهلية الأميركية.

كان دريد سكوت عبدا أسود مملوكا، رفقة زوجته وابنتيه لجون إيميرسون (John Emerson) المقيم بولاية ميسوري (Missouri) والذي عمل كجراح لصالح الجيش الأميركي. وعقب وفاة السيد إيميرسون اتجه دريد سكوت سنة 1846 لمحكمة سانت لويس (St. Louis) في سعي منه للحصول على حريته، مؤكدا أنه أقام لقرابة 4 سنوات رفقة زوجته بأراضي إلينوي (Illinois) وويسكونسن (Wisconsin) والتي كانت العبودية ممنوعة بها بعد أن اصطحبه سيده إليها، حيث استشهد دريد سكوت بتسوية ميسوري (Missouri Compromise) التي تعود لعشرينيات القرن التاسع عشر والتي جعلت من المناطق الواقعة شمال خط عرض 36°30 بلويزيانا الفرنسية سابقا (French Louisiana) مناطق حرة وخالية من العبودية.

وفي الأثناء كللت هذه المحاولة الأولى بالفشل حيث رفضت المحكمة كل ما قدمه دريد سكوت ليظل الأخير رفقة عائلته ملكا لأرملة السيد جون إيميرسون.

صورة التقطت في حدود سنة 1857 للعبد دريد سكوت

لاحقا، تخلت أرملة السيد جون إيميرسون عن دريد سكوت وعائلته لصالح شقيقها جون سانفورد (John Sanford) المقيم بنيويورك والذي أخطأت المحكمة في تدوين اسمه لتلقبه بجون ساندفورد (John Sandford).

ومرة أخرى سعى دريد سكوت لكسب حريته فما كان منه إلا أن اتجه للمحكمة الفيدرالية معلنا نفسه مواطنا مقيما بولاية ميسوري قبل أن يتوجه لاحقا ليرفع قضيته نحو المحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية والتي وعدت بالنظر في الأمر.

يوم السادس من شهر آذار/مارس سنة 1857، جاء قرار المحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية مخيبا لآمال مناهضي العبودية.

صورة للقاضي روجر بروك تاني

فخلال هذه القضية التي عرفت بقضية دريد سكوت، رفضت المحكمة العليا الأميركية منح الحرية لدريد سكوت وعائلته، مؤكدة أن العيش بمنطقة حرة غير كاف للحصول على الحرية.

فضلا عن ذلك، أعلن القضاة بالمحكمة العليا برئاسة روجر بروك تاني (Roger Brooke Taney) أن الكونغرس غير قادر على إجهاض العبودية بأية منطقة لتكون بذلك تسوية ميسوري السابقة غير دستورية كما أكدت المحكمة استحالة حصول الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية، سواء كانوا عبيدا أو أحرارا على المواطنة، وهو ما يجعلهم غير مؤهلين لرفع قضايا أمام المحاكم.

خريطة لويزيانا الفرنسية سابق والتي حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية عقب صفقة لويزيانا سنة 1803 صورة للرئيس الأمريكي أبراهام لينكولن

ساهم قرار سكوت دريد الصادر عن المحكمة العليا في رفع حدة التوتر بين الشماليين والجنوبيين وألقى بظلاله على مستقبل الولايات المتحدة الأميركية، حيث التف مناهضو العبودية حول الحزب الجمهوري الذي حقق مرشحه أبراهام لينكولن (Abraham Lincoln) النصر بالانتخابات الرئاسية لسنة 1860. ومع صعود لينكولن، اندلعت الحرب الأهلية الأميركية عقب انفصال الولايات الجنوبية لتستمر لأكثر من 4 سنوات وتسفر عن سقوط 600 ألف قتيل ونهاية العبودية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق