أخبار عاجلة
ميقاتي “الرابح مرتين” يتنفس الصعداء -
“الحزب” يستهدف فريقًا فنيًا إسرائيليًا -

"توب العيرة".. حكاية الترحال السوري والحنين!

"توب العيرة".. حكاية الترحال السوري والحنين!
"توب العيرة".. حكاية الترحال السوري والحنين!

أسرة سورية كانت تعيش في فرح وأمان، ما إن انطلقت شرارة الثورة، وما تبعها من أحداث دموية وقتال، حتى تبدل حال هذه الأسرة التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، لتتفرق بين دول شتى: الإمارات، ولبنان، وألمانيا، والنرويج، وكندا!. تراجيديا يرويها الفيلم الوثائقي "#توب_العيرة"، الذي أنتجته سارة حسن، وأخرجته لين الفيصل.

الفيلم أخذ اسمه من مثل سوري عتيق "توب العيرة ما بدفي". أي أن الثوب المستعار الذي لا تمتلكه، لا يمكنه أن يعطيك الدفء!.

المخرجة الفيصل، أسقطت هذا المثل من خلال شخصية الجدة "سوسو"، والتي تبلغ من العمر 80 عاما، وهي فضلا عن كونها أما لسبعة أبناء وبنات، جعلتهم الحرب ييممون وجوههم شطر دول مختلفة. هي أيضا، جدة المخرجة، التي أخذت قصة أسرتها، كما هي، بعفوية ودون رتوش، لتوثقها وترويها للمشاهدين.

"الخوف" كدافع للعمل

#لين_الفيصل، وفي حوار مع قناة "العربية"، أشارت إلى أن "الخوف" هو ما دفعها إلى العمل على الوثائقي. خصوصا وهي ترى عائلتها تتناهبها قارات العالم المختلفة، بعد أن أصبحت عودة عدد منهم إلى سورية متعذرة. لذا، بدأت في توثيق هذه اللحظات الحميمية، التي تتسم بالصدق، والتلقائية، وجرعة العاطفة الكبيرة، والمشهدية البسيطة في التقاط الصورة.

تعتقد الفيصل أن شخصيات فيلمها شخصيات قريبة من المشاهد، وهي ليست بالضحية أو الشخصيات الضعيفة. وإنما أناس طبيعيون، عاشوا حياة ضمن الطبقة المتوسطة، ودرسوا في أفضل المدارس. إلا أن ما حل بهم هو ما أجبرهم على الخروج، وهو ما يجعلها تطلب من شعوب دول الهجرة، أن تتعامل مع هؤلاء البشر باحترام ومساواة ودون عنصرية، لأنهم إذا تمعنوا في الموضوع، سيجدون أنهم أناس مثلهم، يشبهونهم كثيرا!.

الجدة والترحال

بعد هجرة أبنائها السبعة إلى شتى أصقاع العالم هرباً من تداعيات الحرب السورية، لم تجد الجدة سوسو خياراً أمامها سوى مغادرة منزلها في دمشق، والإقامة مع عائلة ابنتها في مدينة دبي.

رغم جمال المدينة ورفاهيتها وما توفره من أمان، إلا أن الجدة الثمانينية لم تهنأ في غربتها يوماً، حيث بقيت في صراع دائم مع أبنائها للسماح لها بالعودة إلى منزلها الدمشقي، الذي بات فارغاً.

في قلب هذا الصراع الذي تعيشه سوسو، يصلها خبر قبول الأمم المتحدة لطلب ابنتها الصغرى، دعاء، بإعادة التوطين في النرويج، بعد معاناة الأخيرة لأكثر من عامين كلاجئة غير شرعية في لبنان. تسافر الجدة سوسو إلى بيروت لرؤية دعاء، في وداع قد يكون الأخير بين الأم وابنتها، نظراً لتقدم سوسو في العمر.

ولم تكتمل فرحة إعادة التوطين بالنسبة لدعاء، فهي مجبرة على ترك ابنها سعد (16 عاماً) وحده في لبنان، إذ لم يحصل على حق إعادة التوطين معها، إلا بعد أكثر من عام، حين استطاعت أن تراه في ألمانيا، حيث يعيش والده، بعد أن قبل طلبُ لم الشمل الذي قدمه، ليلتحق هنالك بنادٍرياضي، آملا في تحقيق أمنيته بأن يصبح لاعب كرة قدم شهيرا!.

فنجان دمشقي

رغم المعارك شبه اليومية التي تخوضها الجدة مع أبنائها، بهدف العودة إلى دمشق، وممانعة الأهل لذلك، خوفا عليها لكبر عمرها. إلا أن الثمانينية الشامخة استطاعت أن تنتصر، وتعود إلى الديار، وتحتسي فنجان قهوتها الصباحي من على شرفة منزلها، مبتسمة للأشجار المتعانقة.

يشار إلى أن فيلم "توب العيرة" الذي تبثه "العربية" مساء الجمعة، 7 ديسسمبر الجاري، عند 11 مساء، استغرق تصويره 6 أشهر، فيما احتاجت لين الفيصل نحو عام ونصف لإخراجه في حلته النهائية.

الفيلم الذي أنتج العام 2018، حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، في مهرجان طريق الحرير السينمائي بدبلن، إيرلندا. كما شارك في مهرجانات عدة، منها: مهرجان لندن لصانعي الأفلام – بريطانيا، مهرجان كرامة بيروت – لبنان، مهرجان مالمو السينمائي – السويد، ومهرجان أول لايتس – الهند.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى