أخبار عاجلة

كيف تخلى هذا الدكتاتور الإسباني عن هتلر خلال الحرب؟

منذ انتصاره بالحرب الأهلية الإسبانية عام 1939 وإلى حدود تاريخ وفاته سنة 1975، حكم الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو إسبانيا بقبضة من حديد.

كما لم يتردد، طيلة هذه الفترة، في إعدام وسجن ونفي عشرات الآلاف من معارضيه، خاصة ذوي الميول الشيوعية.

واتجهت إسبانيا، خلال الحرب العالمية الثانية، لدعم ومساندة دول المحور دون أن تتدخل بشكل رسمي في النزاع العالمي، مفضلة بذلك الحفاظ على حيادها.

الدكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو

وفي أثناء ذلك، لعبت كل من ألمانيا وإيطاليا دوراً هاماً في تسهيل بلوغ فرانكو للسلطة. فخلال الحرب الأهلية الإسبانية، دعم كل من القائد النازي أدولف هتلر والدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني رفيقهما بشتى الطرق. وبينما تلقت الجبهة الجمهورية دعماً سوفييتياً، ساند الألمان والإيطاليون الجبهة القومية، بقيادة فرانكو، حيث وافقت ألمانيا على إرسال جيش الكوندور (Condor Legion)، المتكون حينها مما يزيد عن 7 آلاف عسكري، إلى إسبانيا. كذلك عمدت إيطاليا، عقب أوامر من الدوتشي، إلى دعم قوميي فرانكو بفيلق كامل بلغ قوامه 45 ألف جندي ساهم بشكل مباشر في حسم العديد من المعارك.

على اليمين الدكتاتور الإيطالي موسوليني وعلى اليسار الإسباني فرانسيسكو فرانكو

وفي مطلع الحرب العالمية الثانية، تفاجأ الجميع من موقف الدكتاتور الإسباني. فعلى الرغم من تلقيه لدعم ألماني إيطالي هائل خلال الحرب الأهلية، فضل فرانكو الحفاظ على موقف الحياد. وبينما اتجهت دول المحور للضغط على إسبانيا من أجل تخفيض سلم شروطها ودخول الحرب إلى جانبهم، تخوف الحلفاء من تدخل إسباني محتمل قد يؤدي إلى خسارتهم لمنطقة جبل طارق، التي حصل عليها البريطانيون بشكل رسمي منذ عام 1713 عقب معاهدة أوترخت (Peace of Utrecht).

وعقب الانتصار الألماني على فرنسا وتوقيع الأخيرة على هدنة الثاني والعشرين من حزيران/يونيو 1940، اجتمع هتلر بنظيره الإسباني يوم الثالث والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 1940 بمدينة هنداي (Hendaye) الفرنسية، قرب الحدود الفرنسية الإسبانية، لمناقشة إمكانية دخول إسبانيا الحرب بشكل رسمي إلى جانب دول المحور.

وخلال هذا اللقاء، طالب فرانكو بالحصول على جبل طارق والمستعمرات الفرنسية بكل من المغرب والكاميرون وجزء من الجزائر لدخول بلاده الحرب إلى جانب الألمان. فوصف القائد النازي هذه الشروط بالتعجيزية، حيث لم يشأ إذلال الفرنسيين وزيادة كراهيتهم للألمان. وبناءً على ذلك، تعثرت مفاوضات دخول إسبانيا الحرب منذ البداية. وعن لقائه بفرانكو، قال هتلر ساخراً: "أفضّل أن يقتلع ثلاث أو أربع من أسناني على أن ألتقي به مجدداً.

صورة تجمع فرانكو وهتلر

ولرد دينه للألمان والإيطاليين، وافق فرانكو على إنشاء فرقة تكونت من عشرات آلاف المتطوعين الإسبان حملت لقب الفرقة الزرقاء (División Azul) للمشاركة بالحرب على الجبهة الشرقية ضد السوفييت، حيث لعبت هذه الفرقة دوراً هاماً خلال الحملة على لينينغراد وحصل أفرادها على العديد من الأوسمة.

عدد من جنود الفرقة الزرقاء قرب لينينغراد

كذلك لم تتردد إسبانيا، خلال سنوات الحرب، في تزويد ألمانيا بالعديد من المواد الأولية والغذاء. كما سمحت للغواصات الألمانية بالتزود بالوقود عند سواحلها، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في دعم أنشطة البحرية الألمانية بالمحيط الأطلسي.

ومطلع عام 1944، هددت الولايات المتحدة الأميركية بوقف تعاملاتها النفطية مع إسبانيا في حال عدم تخلي الأخيرة عن دعم دول المحور.

وفي حدود أيار/مايو من نفس السنة، وتزامناً مع اقتراب هزيمة الألمان، رضخ الدكتاتور الإسباني للمطالب الأميركية ليتخلى بذلك عن دعمه للألمان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى