الى فيروز... باقة زهر

عندما يرسم الله الصدف قد يكون من الصعب علينا أن نعرفها أو أن نفهمها. كيف لا وخير صدفة أن يكون يوم عيد العلم، عيداً لسفيرتنا الى النجوم، السيّدة فيروز.

فيروز التي تطوي اليوم عامها الثاني والثمانين، لتفتح معها عاماً يضاف الى رزنامة حياتنا نحن، التي شكّلت فيروز محطة وتاريخاً حفر فيه، وذاكرة وطن لا يقترن اسمه من دون اسمها، فهي من رفعته الى مصاف النجوم بصوتها وحنجرتها التي لن تتكرر.


فيروز البعيدة عنا الحاضرة دوماً وأبداً مع فنجان الصباح، وعتمة المساء، في الأحزان والأفراح أنت الصديقة الدائمة، كانت الصوت الذي جمع اللبنانيين في لحظات الانقسام، وفرح معهم عند انتهاء الحرب وتوحيد البلاد، هي تلك الموحدة لشعب ما عرف سوى الانقسام على كل شيء والاتحاد على صوتها ومحبتها.

حاولتم ليوم أن تتخيلوا لبنان من دون فيروز، كيف كان حالنا؟ من كان سيحيي فينا روح المقاومة ويذكرنا بحب لوطن بتنا نفتقده يوماً بعد يوم. من سيعيد الينا صورة لبنان الجميل الذي لطالما حلمنا به، ولم نتمكن من الوصول اليه. من سيعيد المغتربين الى وطنهم مع كل صيحة "خدني ازرعني بأرض لبنان". من سيوقذ نار الحب في كل عاشق ومن سيرافق جندياً يمضي الى المعركة يتسلح به.
لقد بتنا نعجز عن الكتابة عنك، وأنت من قيل فيك وبصوتك وبجاذبيتك وسحرك أجمل الكلام، وأروع الصفات، وأبلغ التعابير، ماذا نكتب عنك وكيف نصفك ونحن لم نعرفك سوى من الأغاني، فأنت خجولة وقليلة الاطلالات. 

فيروز ايتها الرفيقة والمُلهمة والعاشقة والمعشوق، يا من اختارتها السماوات لتملأ الكون من سحرها، يا صوتاً سبق الصبح يومياً ليبلغنا بيوم جديد، ها نحن اليوم نحتفل معك بعيدك ونعلم أطفالنا حبك لتبقي خالدة الى مدى الدهور.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب