أخبار عاجلة
تفاؤل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في نيسان -
“الحزب” يستهدف آليات إسرائيلية -

الحكومة الآتية من تحت الرماد تمشي على الجمر

الحكومة الآتية من تحت الرماد تمشي على الجمر
الحكومة الآتية من تحت الرماد تمشي على الجمر
سواء حصلت الأعجوبة وتشكّلت الحكومة، بوحيٍ ما، في القريب المنظور، أم لم تحصل، وبقي كل فريق متشبثًا برأيه، وفق نظرية النسبية، التي حاضر عنها مطولًا البطريرك الراعي منذ أيام في جامعة الروح القدس – الكسليك، فإن الحكومة الآتية من تحت الرماد ستكون خطواتها محكومة بما يمكن أن تكون عليه وضعية طرقاتها المتعرجة المفروشة بالجمر بدلًا من الورود.

فمنذ أن تمّ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ، بعد مشاورات نيابية ملزمة،  وبأصوات راجحة، وكان يُعتقد أن مهمة التأليف ستكون سهلة، حتى بدأت العقد تبرز الواحدة تلو الأخرى، وهي أستلزمت مفاوضات شاقة ومضنية و"حرقت" أكثر من خمسة اشهر، حتى أستقرّ الرأي مؤخرًا على قبول "القوات اللبنانية" بما عُرض عليها من حقائب، لا يزال بعض معارضي هذا القبول من بين القواتيين يرون في ذلك تنازلًا كان من الممكن أن يُقبل به منذ اليوم الأول إختصارًا للوقت، وهذا ما سينعكس على حضور "القوات" في الحكومة المقبلة، من حيث الإنتاجية والفاعلية، على عكس ما  كانا عليهما في الحكومة السابقة.

وكذلك تمّت معالجة العقدة الدرزية عن طريق تسوية "لا يموت فيه الذئب ولا يفنى الغنم"، وكان من الممكن أيضًا إختصار الوقت، وهو في رأي أكثر من خبير إقتصادي، وقت ثمين.

أما العقدة السنيّة، التي تُركت ورقة "مطبوبة" في يد "حزب الله" لكي يستعملها وقت "الحشرة"، فإن الذين يتطلعون إلى المصلحة الوطنية المجرّدة لا يرون فيها ما يستحق تعطيل الحكومة، وكان من المفترض أن يتمّ التفاوض حولها منذ اليوم الأول للتكليف، إلاَ إذا كان وراء الأكمة ما وراءها من خلفيات لا يستبعد كثيرون إرتباطها بالإستحقاقات الإقليمية، حتى يتبيّن الخيط الأميركي الأبيض من الخيط الأسود، مع ما يعنيه ذلك من أن الحكومة لن تبصر النور في القريب العاجل، أقله قبل الخامس عشر من الشهر الجاري، بالتزامن مع الإنتخابات الأميركية النصفية، لمعرفة مدى قدرة الرئيس الأميركي على الذهاب إلى أبعد مما يمكن تصّوره في حال مالت دفّة الإنتخابات لمصلحته، والعكس قد يكون صحيحًا أيضًا، وعليه يمكن أن يُبنى على الشيء مقتضاه، وهذا ما تراهن عليه إيران ومعها "حزب الله"، في ما يتعلق بفاعلية وجدّية العقوبات الأميركية الجديدة، وما يُمكن أن تكون عليه تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على وضعية لبنان، الذي رُبط من غير إرادته بالخارج المرتبط هو أيضًا بإتجاه الرياح الأميركية الداخلية، ومدى تأثيرها، سلبًا أو إيجابًا، على اي قرار مستقبلي قد يُقدم عليه ترامب، الذي بدأ يطوي نصف عهده.

وفي إنتظار منتصف هذا الشهر لا يزال البعض يفتّش عن مخارج ممكنة لعقدة التمثيل السني السداسي الأضلع، وقد يكون من خلال ما يمكن أن يقدم عليه الوزير جبران باسيل، الذي يعتقد كثيرون أنه سيوزّر أحد سنّة المعارضة من حصّته مقابل تنازله عن أحد المقاعد المسيحية لمصلحة الرئيس الحريري، وهو بذلك يكون قد اصاب عصفورين بحجر واحد، وفي إتجاهين معاكسين، فيما نظره يذهب إلى الأبعد في معركة يعتبرها طويلة وتحتاج إلى نفس طويل، وترميم الكثير من الجسور.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحزب” ينعى عنصرين له

معلومات الكاتب